الأحد، 19 فبراير 2012

مفاهيم يجب تغييرها

صناعة الألعاب في المنطقة العربية لا تزال صناعة ناشئة, وكثيراً ما شعرت بشكل أو بآخر عن وجود تلك المفاهيم الخاطئة عن صناعة الألعاب والتي للأسف تتردد كثيراً ... سأكتب باختصار عن هذه المواضيع (وإن كنت قد كتبت عن بعضها في مدونات سابقة) وسأحاول أن أضرب بعض الأمثلة حول كل فقرة على حده

 السوق العربي يواجه مشكلة القرصنة


خطأ - في الحقيقة هذا مفهوم خاطئ جداً, فنحن غالباً ما نستهلك القرصنة ولا نصنعها, فعندما يقوم أحدهم بصناعة لعبة موجهة للمنطقة العربية, فإنه سيضمن بذلك عدم استهداف الهكر الصيني (مثلاً) للعبته, وباستخدام وسائل حماية متوسطة فإنه على الأرجح سيتمكن من حماية لعبته بشكل ممتاز, بشكل العام الهاكر العربي حتى وإن قام باختراق اللعبة فإن وسائل نشرها ستكون ضعيفة

الثري دي أفضل من التودي



ليس دائماً - على مستوى الجماهير, وعلى مستوى الأرباح, لا يوجد أي ما يثبت أن الثريدي أفضل من التودي , صحيح أن الألعاب العالمية الضخمة معظمها تكون ثلاثية الأبعاد, لكن هذا ليس بالضرورة, بالإضافة لذلك فإن تكلفة لعبة ثلاثية الأبعاد عادة ما تكون مكلفة أكثر كثيراً من أي لعبة ثنائية البعد, وبالنسبة لسوق ألعاب الإندي, فستجد أن التودي منتشر أكثر بكثير من الثريدي لعدة أسباب , منها قلة تكلفته وسهولة برمجة ألعاب ثنائية الأبعاد, إضافة إلى أن تشغيل هذه الألعاب على الأجهزة الذكية (مثل الآيفون) يكون أفضل لأن اللعبة ثنائية البعد تحتاج مواصفات أقل لتشغيلها

التودي هو ضعف في الجرافيكس



 خطأ -  لا يمكن أن ننكر مدى جمال الرسوم في لعبة مثل 
world of goo - Braid - Plants vs. Zombies - Limbo  
 ,,, هناك كثير من الألعاب ثنائية البعد حصلت على جوائز بالجرافيكس تحديداً
 يمكنك أن تبحث بنفسك عن هذه الألعاب عبر جوجل وترى ماذا يقال عنها بنفسك
  
العمل في شركة أفضل من العمل بشكل مستقل 



ليس دائماً - فالأمر هنا يعتمد كلياً على الشخص نفسه, ميوله وإبداعه وطريقة عمله, تذكر أن اثنين من المبرمجين كانا يعملان في "إلكترونك آرتس" ونعلم ضخامة الرواتب في شركة عملاقة كهذه ... قاما بتصميم لعبة وورلد أف جوو وأصبحا من الأثرياء, بالرغم من أنهما كانا يقومان بالعمل على مشاريع عملاقة, ولكن الراتب راتب, بينما لعبة مميزة تلاقي النجاح يمكن أن تبيع مئات الألوف من النسخ

وقت أطول = لعبة أفضل



ليس دائماً - فأحياناً يمكن عمل ألعاب رائعة بوقت قصير جداً ويمكن أن تحقق الكثير من الأرباح, صحيح أنه بالإمكان أن تضيف الكثير من الميزات للعبة إن كنت تمتلك الكثير من الوقت, لكن كثير من الألعاب كانت متقدمة وأنفقت عليها الشركات مئات الألوف, وكان لها جرافيكس ممتاز, وانتهى المشروع بالخسارة الفادحة ... مع الخبرة _والخبرة فقط_ ستستطيع أن  تعرف كيف تنفق وقتك ... إنهاء اللعبة والبدء بمشروع آخر, أم إضافة المزيد من الميزات للعبتك الحالية

الجرافيكس أهم مافي اللعبة



خطأ - باختصار: كثير من الألعاب التي نجحت كانت رسوماتها "بكسلية" وكثير من الألعاب التي فشلت كانت رسوماتها بديعة ثلاثية الأبعاد, وفي كثير من الألعاب, جودة الجرافيكس تكون عامل ثانوي لتحسين اللعبة, ولكن في بعض الألعاب يكون الجرافيكس مهم جداً لنجاح اللعبة
يمكنك أن تبحث عن لعبة ضعيفة الجرافيكس ولكنها لاقت إقبالاً محموداً واسمها
KOLM 

القصة أهم مافي اللعبة



ليس دائماً - القصة عنصر قوي وجبار يمكنه أن يحقق النجاح حتى للألعاب الضعيفة أحياناً, ولكن لعبة مثل نيدفورسبيد أو باتل فيلد, حتى وإن كان بها قصة, لكن واضح لنا تماماً أن القصة لم تكن السبب في نجاح مثل هذه الألعاب, بينما في لعبة مثل ميتال جير كان من المستحيل أن تحقق ما حققته بدون قصتها المميزة

يجب أن تبدأ من الصفر



خطأ - فالألعاب قيمتها في اللعبة نفسها وليس بكيفية صناعة اللعبة, يمكنك قراءة مقال كتبته منذ مدة بعنوان : لا أحد يعلم كيف صنعتها ولا أحد يهتم, فالموضوع يطول, ولكن تذكر أنه حتى الشركات تستخدم في كثير من الأحيان محركات جاهزة, ونماذج جاهزة, أو على الأقل أكواد جاهزة ... نعم يجب أن تتعلم كيف تعمل الأكواد وتفهمها بشكل دقيق,ولكن يجب أن يكون تركيزك على الإنتاج, على كل حال ... لا أقول أن البدء من نقطة الصفر هو أمر سيء, فهو يعلمك الكثير, وأيضاً قد يعطيك المزيد من التحكم لمشروعك أحياناً, ولك الخيار, ولكن أكرر , أن لا يكون ذلك على حساب الإنتاج

 الألعاب هي طريقة للترفيه فقط



خطأ - اللعبة فن كسائر الفنون, والفن لا يستخدم فقط للترفيه, فله فوائد أخرى , وبغض النظر عن الأعمال التوعوية  والتعليمية, (لن أتحدث عنها لأنها معروفة) فالألعاب أيضاً وسيلة لنشر الثقافة, يجب أن تعلم أن عشرات بل ربما مئات الألوف من الناس قد تعلموا اللغة الإنجليزية لأجل الاستمتاع بالألعاب, الكثير من الأفكار الفلسفية يمكن نقلها عن طريق الألعاب, وخاصة الألعاب التي تحتوي على قصة ... أياً كانت هذه الأفكار , فمثلاً الفكر الديموقراطي, أو حمل الكراهية تجاه النازيين أو أي ما يخطر في البال ... منذ فترة احتج الكثير وعبروا عن غضبهم من "سوبا" عن طريق الألعاب, وأغضبوا معهم ألوف اللاعبين !فالألعاب أداة قوية, فلنحسن استغلالها لندعم ثقافتنا

 جمال اللعبة يعتمد على التكنلوجيا



خطأ - فمهما كنت تمتلك من قدرات ومهارات, حتى وإن أتقنت الماكس والبرمجة والموسيقى وكل ما يلزم لصناعة اللعبة, فهذا لا يعني بتاتاً أنك ستتميز في هذا العالم, تذكر أن هناك عشرات الألوف من "الفرق المحترفة" تقوم بإنتاج الألعاب سنوياً, لكن عدد قليل جداً منها يتميز وينشهر, اللعبة تحتاج لفكرة جديدة, لروح لا يعلم بوجودها إلا مبدعوا هذا المجال, ومن يدري قد تكون أنت منهم! ّ