السبت، 30 أبريل 2016

دردشة مطور: رأيي وتوقعاتي بألعاب سيمافور القادمة

ألعاب سيمافور القادمة لا تبدو فقط أنها تقدمت على المستوى التقني - فهذا جلي تماماً - ولكنها أيضاً تقدمت على المستوى الإبداعي في نظري، طبعاً هناك بعض المعلومات التي لم أكن أعرفها إلا بعد أن شاهدت المقابلة التي أجراها فريق ألعاب (وأنصح بمشاهدتها لو كان عندك اهتمام بالموضوع فهي مقابلة جداً جميلة). فقد ذكر أحمد جاد الله في المقابلة أنه بسبب لعبة الركاز أراد عدد من المطورين لألعاب عالمية العمل معهم. ولا أرى أي ضير في الاستفادة من خبرات الفرق العالمية؛ بل على العكس هذا هو الصحيح، الاستفادة من الخبرات ومحاولة البدء من حيث انتهى الآخرين هو المبدأ السليم الذي ينبغي العمل به. وسأتحدث عن رأيي بكل لعبة على حده.

 بادية


 أستطيع القول بكل ثقة أن لعبة بادية ستحقق نجاح أكبر بكثير من لعبة الركاز فقط من ناحية واحدة، وهي اللعب بثقافة عربية خالصة، وكان ذلك واضح بالنسبة لي من فيديوهات اللعبة، مثل ملابس البدو والضب واستخدام الصقر في الصيد، وصيد اللؤلؤ بدون معدات الغواص بالطريقة الجميلة التي نعرفها. فلعبة الركاز كانت المغرب فيها بطابع مغربي خالص، لكن طريقة اللعب لا تعبر عن ثقافتنا بشكل مناسب -وهو موضوع يطول الحديث عنه- ولكن في لعبة بادية حتى طريقة اللعب هي أشياء كانت موجودة في منطقتنا مثل استخدام الصقر في الصيد وغيره. لكن في الحقيقة لم أعلق الكثير من الآمال على هذه اللعبة، أشعر بأنها تستوحي الكثير من طريقة اللعب الموجودة في ألعاب شركة يوبي سوفت، ومع أنها ألعاب ناجحة لكن من وجهة نظر شخصية وجدت أن التركيز كان على الجانب اللذي لا يعجبني في ألعاب يوبي سوفت، وهو الألعاب الصغيرة أو (mini-games). والتي في الحقيقة أثرت بشكل سيء على ألعاب يوبي سوفت من وجهة نظري، ومنعتني من أن أعيش التجربة. بالإضافة لذلك؛ صحيح أن اللعبة أبهرتني من حيث العالم المرسوم بشكل متناسق وجذاب جداّ، لكن هذا حدث كذلك في لعبة الركاز عندما رأينا الإعلانات الترويجية لها، وما أتخوف منه أن تكون مجرد عالم جميل لكن بدون أي عمق؛ فأنا لا أنكر جمال عالم الركاز وقد كتبت سابقاً عن تجربتي لها وأنني استمتعت بالتجربة، لكن كان الجزء الأكبر من استمتاعي باللعبة هو الحوارات المتقنة والمضحكة في اللعبة، والتي لا أظن أنها ستكون موجودة في لعبة بادية لأنها لا تعتمد على قصة كما في الركاز، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى لا أعتقد أنهم حسنوا من طريقة اللعب كثيراً، وستكون طريقة اللعب سطحية كما ذكرت عندما تحدثت عن الركاز.


 فإطلاق النار كما يبدو في اللعبة سيكون مملاً وستتفوق عليه ألعاب قديمة جداً مثل Serious Sam. وأتمنى أن أتفاجأ وأن أكون مخطئاً. لكن من حيث المبيعات كتحليل شخصي فإن اللعبة ستحقق مبيعات أكثر من الألعاب الأخرى كونها لعبة مفتوحة وكونها بثقافة عربية كبيرة وبرسوم جيدة، وهذا ما سيساعدها في الانتشار وخاصة في الإعلام الغربي، وكذلك هذا النوع من الألعاب مناسب جداً لكثير من لاعبي المنصات (Console) وكثير منهم يفضل الاستكشاف والألعاب التي تساعد على الاسترخاء على الألعاب التي تحتاج لمهارات حقيقية. كخلاصة أتوقع لها مبيعات تتفوق على الركاز، لكنها لن تكون اللعبة التي نطمح لها أن تمثل ألعاب المنطقة، وستكون ردود الفعل مختلطة بين معجب وبين كاره كما حدث مع الركاز.

وإن كانت بالطبع خطوة كبيرة جداً في الاتجاه الصحيح، وإن استمروا بأخذ خطوات كبيرة بهذا الاتجاه فسيحققون نجاحاً كبيراً في السنوات القادمة بإذن الله.

 فوق الطبيعي



 هذه اللعبة مثيرة للاهتمام من أكثر من ناحية، أولاً فهي لعبة الاستديو الأولى التي ليست بطابع عربي أو إسلامي، وأريد أن أرى مالمميز الذي يمكنهم تقديمه بدون أن يكون المميز هو الثقافة العربية أو الإسلامية. وثانياً هي فكرة اللعبة الأساسية؛ وهي العودة بالزمن لكشف الحقائق التي حدثت في هذا المكان، وكذلك فكرة كون اللاعب مريض بالربو، ويحتاج للبخاخ. أنا أعترف أن الأفكار المميزة تثيرني أكثر من التقنية والرسوم، ولكن في الحقيقة ليس عندي توقعات واضحة بالنسبة لهذه اللعبة، بصورة عامة لدي رغبة شديدة بتجربة اللعبة، ولكن روعة اللعبة مرتبطة تماماً بالقصة أي بالكاتب، إن كان الكاتب ممتاز ستكون اللعبة ممتازة، إن كان الكاتب متوسطاً ستكون اللعبة متوسطة، هذه الألعاب تحديداً صعب أن تحكم على التجربة قبل أن تنهي نصفها. لكنها لعبة واعدة في الحقيقة، وخاصة أن استديو سيمافور (بالحكم فقط من لعبة الركاز) له قدرة أكبر بكثير على خلق عوالم مميزة من قدرتهم على صناعة طريقة لعب (Game Play). ولذلك أتوقع لهذه اللعبة أن تكون ممتعة بحق، لأنها تعتمد على البيئة والأجواء، وهي نقطة القوة التي لمستها في الاستديو، وأتمنى أن تكتمل بكاتب يكتب قصة مثيرة، عندها ستكون لعبة ممتازة!

 خارج التغطية

 هذه اللعبة تحديداً وكتحليل شخصي أتوقع أن تكون اللعبة الأكثر متعة بالنسبة لجمهورها، وهناك عدة أسباب لذلك؛ أحدها هو كون اللعبة حجمها صغير من حيث التكلفة، وكذلك كون اللعبة تعتمد على هذا النوع من الألغاز والذي له جمهوره الذي يطلب هذا النوع من الألعاب ولا يجدها، لكن السبب الرئيسي والأهم هو اعتراف الأخ أحمد جاد الله أنه يعشق هذا النوع من الألعاب وهو السبب الذي جعله يدخل صناعة الألعاب، لذلك أتوقع أن يكون هناك الكثير من الألغاز التي صنعت بشغف. للأسف لست من عشاق هذا النوع من الألعاب ولم ألعبه في التسعينات، كنت أجربه وأتركه وأعتقد السبب هو جهلي التام باللغة الإنجليزية في تلك الفترة عندما كنت في المرحلة الابتدائية، وأتمنى أن أستطيع عبر هذه اللعبة تذوق جمال هذا النوع من الألعاب الذي فاتني وأنا صغير، والذي لازلت أرى له عشاق حتى يومنا الحالي وهم مخلصون جداً لهذا النوع من الألعاب.

 من حيث المبيعات، أتوقع أن تحصل على الحصة الأقل من المبيعات مع الأسف، حتى لو كانت فعلاً هي اللعبة الأكثر متعة بين الألعاب الأخرى، والسبب حجم الجمهور الصغير نسبياً مقارنة بالألعاب الأخرى، وكذلك بسبب أنها ثلاثية الأبعاد ولن تشعل التوق إلى الماضي في قلوب عشاق هذا النمط من الألعاب والذي كان برسوم ثنائية الأبعاد، وأعتقد جعل اللعبة ثلاثية الأبعاد كان قراراً خاطئاً من قبل الاستديو؛ على الأقل كأول لعبة لهم من هذا النمط.

 أمنيات أخيرة

 أتمنى أن تحتوي لعبة بادية على المزيد من العرض للتراث، مثل عرض القيم الجميلة الموجودة في تلك المنطقة (أو حتى القيم الغير جميلة)، ومثلاً وجود أصوات الأذان، وتوضيحات أكثر لطبيعة الحياة وصعوباتها وليس فقط عرض شكل الملابس والأماكن في تلك الفترة. وقد أعجبني وجود الشِّعر البدوي في العرض الترويجي.
 أيضاً أتمنى أن تحصل الألعاب على حصة كبيرة من المبيعات في السوق العالمي، وهذا سيدفع شركات تطوير الألعاب لتقديم دورات ودعم أكبر بكثير في المنطقة. وكذلك سينعكس الأمر إيجابياً على جرأة الاستثمار في الألعاب من المستثمر المحلي.
 وفي النهاية أتمنى - بغض النظر عن تخوفاتي وتوقعاتي الشخصية لفريق سيمافور- النجاح لهم، فهناك تحسن كبير وملموس في كل شيء، ظهر التحسن التقني في لعبة بادية وظهر التحسن الإبداعي في لعبة فوق الطبيعي. وظهر حس الألعاب المستقلة التي تحاول إحياء متعة اختفت مع جيل الألعاب الجديدة كما حصل مع نجاح لعبة Stardew Valley مثلاً من فترة قريبة.

 في النهاية أريد أن أذكر وأؤكد على أن هذه مجرد افتراضات وتحليلات وانطباعات شخصية، قد تصح وقد لا تصح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق