الأربعاء، 29 يونيو 2016

مالذي يجعل اللعبة العربية عربية؟

قبل بضعة أيام قرأت هذه التغريدتين على تويتر:



 أثارني موضوع التغريدة بشكل كبير، وجعلتني أفكر طويلاً، وكنت أريد أن أعطي رأيي لكني وجدت أن الموضوع ليس بسيطاً بالمرة، مالذي يجعل الشيء عربياً؟ قد يقول البعض اللغة العربية، هذا مفروغ منه وليس هذا المقصود. عندما كتبت أول مقال على زاش بعنوان العربية في الألعاب: اللغة أم الثقافة. تحدثت بشكل عام عن تأثر الألعاب بالثقافة، وكيف أن الثقافة هي ما يصنع الفرق وليس المفردات اللغوية، وذكرت أمثلة من رأسي لم تكن لتشفي غليلي لألعاب بثقافة عربية في نهاية المقال. فالثقافة ليست مجرد فن، الثقافة خليط من الفن، والعادات، والمعتقدات، والأخلاق، والقيم. نعم من السهل صناعة ألعاب عربية وبها موسيقى وفنون عربية وزخارف أندلسية. الركاز مثلاً حققت هذا الأمر لكن طريقة اللعب لم تكن عربية، البطل فارس "هوليوودي" بامتياز؛ طريقته في إلقاء النكات وطريقته في الكلام نجد الكثير مثلها في السيناما الأمريكية -وقد ذكرت ذلك في مراجعتي للعبة-. الحجاب، واللباس المغربي، والأسواق الشعبية كانت تعبر قليلاً عن الثقافة العربية لكن طريقة اللعب لم تعبر كثيراً عن "ثقافتنا"

كيف تؤثر الثقافة في طريقة اللعب؟ مفهوم يصعب شرحه وللأسف لست أفضل من يجيب عليه، وربما سأحاول مناقشته يوماً ما. لكن دعني أستشهد بفيديو خرافة السلاح الناري. والذي تحدث فيه فريق إكسترا كريديتز حول تأثير الثقافة الأمريكية على الألعاب، وكيف ارتبط مفهوم "الحرية الشخصية" بإنتاج ألعاب كثيرة لمقاتل يحمل سلاحاً نارياً -والحرية الشخصية أهم المفاهيم الأمريكية في نظري مما ذكر عبد الله في التغريدة-. بينما في المقابل في الألعاب اليابانية لم يكن للسلاح الناري نفس المفهوم إن وجد، وحتى لا أعيد نفس الكلام في الفيديو أترك القارئ لمشاهدته إن رغب.

الذي ذكره عبد الله حامد في التغريدة، معظمه من ضمن "القيم": الحرية - الرأس مالية - السعي وراء السعادة هي مجموعة من القيم لدى الشعب الأمريكي. أما التمرد على السلطة عادة يكون نتيجة لقيمة الحرية الشخصية، وهو بكل تأكيد أكثر الشعوب تعظيماً لهذه القيم (هذا لا ينفي وجود شعوب أخرى تقدر هذه القيم ولكن بنسب أقل، على سبيل المثال في معظم أوروبا نجد فكر الشعب فكر اشتراكي مقارنة بالأمريكي لكنه رأس مالي مقارنة ببعض الدول العربية)

إذاً مالذي يجعل الشيء العربي عربياً؟
 قبل الإجابة على السؤال يجب توضيح بعض الملابسات والتي هي غاية في الحساسية. حيث أنه في الحالة الأمريكية كان من السهل الإجابة عليه (على الأقل من وجة نظر عبد الله) كونها دولة حديثة أولاً، فكونها حديثة المنشأ جعل من السهل حصر بعض القيم التي ساهمت في تكوين هذه الدولة بالصورة الحالية. ثانياً؛ كلمة "عربية" هي لغة وليست دولة، ويسهل الإجابة على السؤال لدولة واحدة لها شعب واحد يشارك قيم واحدة نظراً لأن تاريخهم واحد.
 لذلك يجب أن أمر على ثلاث نقاط وسأحاول أن لا أغوص طويلاً في موضوع متشابك كهذا:

1. انتشار "العروبة" وانحسارها

من السهل الحديث عن الثقافة الاسكتلندية أو اليابانية لأن أبناء متحدثو هذه اللغة معظمهم أبناء دولة واحدة، ولكن من الصعب الحديث عن الثقافة الإنجليزية كونها لغة يتحدث بها عدد من الدول مثل بريطانيا، وأستراليا وأمريكا، وكندا وكل منهم لديه ثقافة مختلفة لأنهم من دول مختلفة.

 إن عدنا للتاريخ لوجدنا أن معظم الدول العربية، ليست عربية بالأصل، العرب كعرق كانو يتركزون في جزيرة العرب بشكل أساسي، وكان هناك نسبة جيدة منهم أيضاً في الشام والعراق، هذا قبل الإسلام. مع الفتوحات الإسلامية اعتنق الكثير من دول شمال إفريقيا الإسلام، ونتيجة لاحتكاكهم المباشر مع العرب والرغبة في تعلم القرآن الكريم، أصبح الكثير يتحدث اللغة العربية مع مرور السنوات. وفي ذلك الوقت طرح نفس السؤال الذي هو لب الموضوع الذي أتحدث عنه: مالذي يجعل العربي عربياً؟ وكان المقصود الشخص، أما أنا فأتحدث عن مفهوم يشمل الشخص والفن. في ذلك الوقت أجاب علماء الشريعة بأن كل من يتحدث اللغة العربية هو عربي، وبذلك تم إلغاء مفهوم العرب كعرق وأصبح العربي هو أي شخص يتحدث اللغة، وخاصة بعد مجيء الخلافة العباسية والتي كانت بعكس الخلافة الأموية ليس لديها أي تعصب للعرب وللغة العربية.

ليس هذا فحسب، عندما جاء الاستعمار أصاب جميع الدول العربية تقريباً -باستثناء المملكة العربية السعودية ومناطق قليلة أخرى لم تستعمر- ولاء ثقافي للمستعمر حتى بعد أن خرج المستعمر منها، وخاصة الدول التي أطال الاستعمار بقاءه فيها مثل الجزائر، وواضح ولاءهم الثقافي لفرنسا حتى في أبسط الأمور مثل الطعام واللباس. في سوريا مثلاً فكر الشعب اشتراكي (حتى الأشخاص الذين سيقولون لك أنهم يكرهون الاشتراكية؛ كشخص سوري أضمن لك أنك لو ناقشت الكثير في مفاهيم الرأس مالية ستجدها غير موجودة أصلاً، حتى أبسط الأمور مثل فكرة أن الشركات هي من تؤسس البنية التحتية في أمريكا، كالهاتف والطرق ستثير الاستغراب لدى البعض، وكثير من المسؤوليات هي على عاتق الدولة وكأنها مسلمات)

لذلك نجد بعض العادات المشتركة بين أهالي الشام والعراق والسعودية أكثر من الدول الأخرى، مثل استضافة المسافر 3 أيام قبل سؤاله حاجته أو طلب المزيد من القهوة عن طريق هز الفنجان، وإن كان ربما بعض هذه العادات انتقل لدول عربية أخرى لست بصدد تقصيها الآن، ولكن العادات المشتركة بين هذه الدول أكثر من غيرها، كون العرق العربي الأصلي يتركز أكثر في هذه المناطق. أما الاختلافات فهو بسبب أنظمة الحكم المختلفة والولاء الثقافي لدول خارجية.

هذا التقسيم وهذه الاختلافات التي أدت لوجود اختلاف ثقافي جذري، جعل من السهل أن أقول مالذي يجعل السوري سورياً، ولكن من الصعب أن أجيب على مالذي يجعل العربي عربياً. مثلاً أحد علامات الثقافة السورية هو الاكتراث السياسي، إذا قارنتها بدولة أخرى مثل السعودية (كوني أعرف الكثير عن الثقافتين) أجد أن الاكتراث السياسي في الثقافة السعودية يكاد لا يكون موجوداً. حتى عند الحديث في السياسة غالباً يتم الحديث عن قضايا داخلية فقط وتهم المجتمع، مثل الفساد، والتطوير، وحقوق المرأة. ومن النادر أن تجد الدراما السعودية تتحدث عن قضايا سياسية، بينما في الدراما السورية نجد ذكر القضية الفلسطينية وسجن جوانتانامو، وغزو العراق، وإجرام أمريكا. وفي المسرح السوري نجد تلميحات لهيمنة الطائفة العلوية على النظام، بل معظم الأعمال المسرحية السورية ربما تحت إطار "المسرح السياسي"، لا أذكر أنني شاهدت مسرحية سورية لا تتحدث عن السياسة وهذا الأمر منذ الثمانينات وليس جديداً. حتى في اليوتيوب نجد البرامج الساخرة السعودية عادة لقضايا داخلية، بينما البرامج الساخرة السورية تتحدث عادةً عن الدول والمؤامرات والثورات، حتى أنه مؤخراً تم انتقاد أحد البرامج التلفزيونية التي صورت اللاجئ السوري (وإن كان هذا لخدمة قضيتهم) ولكن البرنامج لم يتحدث عن الجلاد (أي النظام السوري) وهذا الأمر -في الثقافة السورية- غير مفهوم ويعتبر تورية للحقيقة! إذ لا يمكن الحديث عن قضية دون الحديث -عادةً- عن تبعياتها السياسية.

الأمثلة لا حصر لها، وما أريد قوله هو أن هناك اختلافات جذرية بين الثقافات العربية حتى المتقارب منها.

2. هل ثقافتنا قديمة؟

عندما نتخيل لعبة عربية عادة ما نتخيل شيء من التراث القديم؛ ركوب الخيل وسباق الإبل، الخيام والسيوف، أو حضارة الأندلس والخلافة الأموية والعباسية، وإن اقتربنا سنصل للبادية التي كانت موجودة قبل خمسين إلى مئة عام. إلا أن هذا لا يعني أن ثقافتنا قديمة، فلا يوجد شعب ليس له ثقافة وبالتأكيد نحن لا نعيش في ذلك الوقت، إذاً لماذا نربط ثقافتنا الحالية دائماً بذلك الزمان؟ من وجهة نظري هناك تفسيرين لذلك:

أولاً: بالنظر إلى النقطة التي ذكرتها آنفاً عن انتشار العروبة، فربما نحن لم نجد أشياء مشتركة بين العرب إلا الأشياء القديمة التي كانت مختصة بالعرق العربي قبل أن تختلط مجموعة من الأعراق المختلفة ويطلق عليها اسم عربي. أما حالياً وخاصة بعد الاستعمار ووجود أنظمة حكم مختلفة جذرياً فربما نحن فعلياً نعيش ثقافات مختلفة بل حتى اللغة لم تعد لغة واحدة وأصبح من الصعب أن نفهم حديث بعضنا بعضاً.

ثانياً: الإنتاج الفني الضعيف لدينا، نتيجة الأنظمة القمعية والرديئة التي نعيشها (وهو موضوع يطول نقاشه ولكن لتقريب الصورة: إذا نظرنا لهرم الاحتياجات البشرية نجد أن الكثير من العرب يعاني لتحقيق أول درجتين من الهرم، الطعام ثم الأمان الوظيفي والجسدي، أما الطبقة الثالثة والاستقرار العائلي فهو حلم لدى الكثير،وقد ينفق نصف عمره لتحقيقه، ولذلك في الفترة الحالية نجد الكثير من المبدعين من الدول التي تحقق مستوى معيشي جيد مثل دول الخليج، فلديهم إنتاج نلمسه في اليوتيوب مثلاً أكثر من بقية الدول العربية، لأن أدمغتهم مرتاحة وحققت الطبقات الأولى من الهرم ووصلت لمرحلة الإبداع)



لكن حتى في دول الخليج الإبداع كان إبداع في مجالات عديدة، لكن المستوى الفني لا يزال ضعيف، فهناك هيمنة قوية على الإعلام، وهو موجه لبث أفكار معينة في المجتمع، مما ينتج عنه فن غير صادق ولا يلهم أحداً، أو بروباجاندا ولا يعبر عن ثقافة المجتمع، فهو يحاول دائماً تغيير الثقافة وليس تمثيلها، لو نظرنا في الدراما المحلية لوجدنا أن معظم المسلسلات تعرض شخصيات غير شائعة في المجتمع، وعندما يناقش الكاتب قضية تهم المجتمع فهو يناقشها كموضوع وليس كشعور وبدون رغبة لأن يعبر عما يدور في خلده. ربما هدفه هو بث أفكار يؤمن بها أو طرح موضوع يثير النقاشات والجدل ليزيد عدد المشاهدين. أضف لذلك العولمة والتي لها دور كبير في طمس الهوية العربية، والمشكلة طبعاً ليست في العولمة بل بضعف الإنتاج الفني والذي يجعل الناس تعزف عن متابعة الفن المحلي. فمثلاً بالرغم من العولمة الثقافة اليابانية متميزة عن الثقافة الأمريكية لأن الإنتاج الفني لديهم صادق ويغذي بعضه بعضاً. أما الفن العربي يحتاج تغذية من مصادر أخرى خارجية لأن معظمه لا يلهم أحداً! ويزداد هذا الأمر في الألعاب خاصة، لأنه يكاد يخلو من الذكر أي نوع من الإنتاج الفني العربي للألعاب، ولذلك عندما نقوم بتصميم ألعاب من الطبيعي أن نستلهم من ألعاب بثقافة غير عربية، لأنها ببساطة غير موجودة.

3. إسلامية أم عربية؟

من المهم جداً أن لا نغفل عن هذه الحقيقة، وهي أنه ليس لدينا مخزون ثقافي كبير قبل الحضارة الإسلامية، العرب لم يكن لديهم الكثير قبل الإسلام، كان معظم العرب مجرد قبائل متناحرة تغزوا بعضها بعضاً للاستيلاء على قطعان الغنم والإبل. ما لديهم من تراث نقل معظمه إلينا عن طريق الشعر، أما باقي مظاهر الفن فكانت قليلة ومنحصرة في أماكن قليلة متحضرة، مثل مدائن صالح على سبيل المثال. قد يحاول البعض نفي علاقة الدين بالفن ولكن هذا ليس إلا سذاجة وجهل بالتاريخ، في الحقيقة الفن له ارتباط وثيق بالدين في معظم الأزمنة، فجلّ ما نعرفه عن الحضارة الفرعونية مرتبط بدينهم، سواء كانت رسوماتهم أو تماثيلهم أو مبانيهم. الأدب الإسلامي يختلف عن الأدب العربي الجاهلي حتى في الأمر الذي تفوق فيه العرب: الشعر. ثم كان هناك اهتمام كبير بالخط العربي، والزخارف التي لا نزال نراها إلى اليوم. ثم انتشر مجموعة أخرى كبيرة من الفنون في شتى المجالات في عصور رخاء الدول الإسلامية.

حتى الروايات التي تصنف ضمن الأدب الإسلامي، قرأت منها بعض روايات نجيب الكيلاني، هي ليست في الحقيقة دعوة إلى الإسلام أو عرض لمفاهيمه، هي مجرد روايات عادية ولكنها بأفق إسلامي، وتتحدث بصدق عن قصص لا تحدث إلا في مجتمع إسلامي. البعض يتخيل أن الأدب الإسلامي هو فقط التغني بالإسلام، لكن في روايات نجيب الكيلاني وجدت أنه أحياناً يتحدث عن مجرمين أو عادات سيئة لدينا، لكن طريقة العرض والمفاهيم التي ذكرت قد لا يفهمها إلا المسلمين. كمثال طرأ على رأسي: إن طلق الشخص زوجته ثلاث مرات ورغب بالعودة لها لكنه لا يستطيع، قد لا يفهم غير المسلم لم هو "لا يستطيع". عموماً إذا كنت تريد صورة أوضح للفرق بين الأفق الإسلامي والموضوع الإسلامي فإن دكتور مختص بالأدب سيشرحه أفضل مني بكثير.

في الثقافات الأخرى مثلاً يمكن تأليف قصص خيالية عن آلهة، ,وكثيراً ما نجد ذلك في الألعاب، ففي لعبة Dungeons of Dredmor يوجد "إله المهمات"، لا أريد القول أن هذا الأمر ليس مقبولاً في ثقافتنا فحسب، إلا أنه عادة مفهوم الإله لدينا مرتبط بالتوحيد أولاً؛ وثانياً فإن كلمة إله في أذهاننا تعني شيء عظيم حكيم قادر على كل شيء، ومفهوم الإله الضعيف أو المحدود بوظيفة معينة غير موجود لدينا وإن وجد فهو مستمد من ثقافة غربية. الإله في ثقافة الغرب ممكن أن يكون له خاصية واحدة لكنه متميز فيها حتى لو كان إله اللعب. هذه الثقافة مستمدة منذ القدم من قصص الإغريق، والتي كانت تمثل في المسارح الإغريقية ومن ثم أصبحت معتقدات. فحتى لو أن شخصاً أراد التجرؤ على الخالق سيبقى مفهوم التوحيد موجوداً إلا إن استمد فكرة تعدد الآلهة من ثقافة الغرب.

لو بحثنا المفارقات التي حدثت على ثقافة العرب والمنطقة بسبب الدين الإسلامي لطال الحديث، وأعتقد أن هناك كتب كاملة تتحدث حول هذا الموضوع، باختصار ما أريد أن أرمي إليه هو أن كثير من مفاهيمنا ورؤيتنا للحياة وفنوننا مرتبطة بشكل كبير بالثقافة الإسلامية، أكثر من ارتباطها بتاريخنا العربي، حيث أن لب الحضارة في المنطقة العربية كان تحت ظل الحكم الإسلامي، ولا يوجد في المنطقة حضارة عظيمة يمكن أن تقارن بحضارة روما إلا الحضارة الإسلامية. (سيختلف معي البعض في إشارة للفراعنة لكنني لا أعتبرها بحجم الحضارة الرومانية)

الكثير من الدول الأخرى لها تاريخ مرتبط بالعرق، الإنجليز والهنود والصينيون، أما نحن فلو حاولنا الحديث عن تاريخنا وتراثنا العربي بغض النظر عن قضيتنا الإسلامية لعلنا لم نستطع ذلك إلا بالعودة لماض غير حضاري أو ممالك متحضرة لكنها صغيرة وليس لديها إنجازات كبيرة. التراث الإسلامي مرتبط ارتباط وثيق بهويتنا وطريقة تفكيرنا ولعل هذا أبرز ما يسبب صعوبة أن نسأل سؤالاً مثل مالذي يجعل الشيء عربياً.

خلاصة: مالذي يجعل الشيء العربي عربياً؟

لما تقدم؛ من الصعب حصر الأشياء في الثقافة العربية بدون النظر للنقاط التي ذكرتها، ولكن هذه بعض الأمور التي نشاركها في المنطقة، وأذكّر أن هذه قد لا تكون نظرتي الشخصية للأمور لكن أشعر أنها "ثقافة المنطقة":

1- التوحيد؛ أو على الأقل النظرة اللا مادية للحياة.
2- الكرم. الكرم بمفهومه العربي مختلف تماماً عن الثقافات الأخرى. حتى الثقافات الإسلامية الشرقية مثلاً.
3- الروابط الأسرية القوية. وهي في الحقيقة شيء لابد من وجوده في معظم الروايات والشعر العربي. أمر شبه مفقود في الأفلام الأمريكية، بل على العكس في رواية مثل the secret garden تجد تصوير لضعف الروابط الأسرية مع أن الرواية تتحدث عن أسرة راقية (لكن بالمقارنة لدينا تجد أنها مفككة) فمثلاً وضع الأب أو الأم في دار للعجزة يعتبر عمل عادي أو جيد لدى الغرب ويعتبر من العقوق لدينا (لست هنا لأحكم لأن كل حالة يجب أن تؤخذ على حده، لكن هذه النظرة العامة) وكذلك قل ما تجد لدينا أشخاص مشردين، إذ لا يمكن للأخ - أو حتى ابن العم عادة- أن يترك أخاه ينام في الشارع حتى لو بيته من غرفة واحدة.
4- الغيرة على المحارم (صحيح أن CJ في لعبة GTA دفن شخصاً حياً لأنه تحرش بأخته، لكن بالتأكيد النظرة العامة لدينا مختلفة تماماً)
5- تقديس السلطة (والخوف منها؟): في معظم الدول العربية، للسلطة هيبة كبيرة، والناس تحب هذه الهيبة(حتى معارض السلطة يريد سلطة أخرى ولكن لها هيبة) من غير المقبول أن يخرج الرئيس بقميص غير رسمي وأن يقدم محاضرة كوميدية كالتي يمكن أن يقدمها رئيس أمريكي، هذا الأمر بشكل عام ينقص من احترام الرئيس ولا يزيد في احترامه.

هناك 5 تعليقات:

  1. كلامك جميل عزيزي.
    استمتعت بقراءة المقال.

    ردحذف
  2. المقال جميل و مفيد .

    لديك مدونة رائعة ، أنا سعيدٌ لأني تعرفتُ عليها .

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لكم على الإطراء. سعيد أنها أعجبتكم

      حذف
  3. من الافضل ان تصنع اللعاب لجميع العالم العربي أو الغربي على حد سواء و تخلاق القصة والرواية التي تناسبك
    و أن تصنع المكان المناسب للقصة و الرواية التي تناسبك
    في الأخير ليس هناك مهتم باللعبة اذا عربية أو لا
    (الغرب يحتقر العرب بسبب العنصرية و
    العرب لا يدعمون اللعاب العربية إلا القليل جدآ منهم )
    في الأخير ما أريد قوله هو بأن تنتج اللعبة المناسبة لك
    بدون النظر إلى هل هي عربية او عالمية
    اذا أردت أن تربح من أنتج اللعاب فا صنعها للجميع
    مثل بسيط جدا (قصص التنين و السامري و النينجا حضارة شرق آسيا لماذا تشاهد في افلام أو اللعاب غربية تتناول هذي القصص) ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أتفق معك، في الوقاع كتبت هذا المقال منذ مدة طويلة http://xash.me/arabic-culture-in-games/ لكن هذا لا يعني أن لا نحاول فهم الثقافة العربية ومالجميل فيها لأنها ستقدم أشياء مميزة وجديدة

      حذف