السبت، 4 أغسطس 2012

إنطلق في صناعة الألعاب -1- : إنس الموضوع برمته

ملاحظة  : هذه السلسلة موجهة للإنديز (مصممي الألعاب المستقلين) بشكل خاص, يمكن أن يستفيد منها غيرهم, ولكن صحة المعلومات هنا والمقالات مرتبطة بعالم الإنديز فقط

إنس موضوع صناعة الألعاب, صناعة الألعاب متعبة ومكلفة ,بل مملة في كثير من مراحلها, وقد سلكه الكثير(أكثر مما قد تتصور) من الناس وتراجع, لا يوجد طريق واضح للنجاح, ولا يوجد ما يضمن لك الأرباح, والناس ستهاجمك قبل أن تستحسن لعبتك

حلم كل مصمم ألعاب

حلم كل مصمم ألعاب أن يتمكن من إنشاء اللعبة التي يريدها, فلا توقفه التكنلوجيا والإمكانيات عن إنتاج فانجويش أو أساسيانز كريد خاصة به, لكن واقع الألعاب المرير يقول أن ذلك مجرد حلم, فكما يقول كل مصمم ألعاب حقيقي, أنه فشل كثيراً وحاول مراراً حتى تمكن من إنتاج أول لعبة له, ولم تكن جميلة, ولكن تم قبولها. وإذا كنت لم تنتج لعبة من قبل, ستعلم ذلك؛ كم من الوقت لتنتج هذه "اللعبة الأولى" وكم من "البروتوتايبس" فشلت وكم أنفقت من الجهد والخبرات حتى تحصل على أول 
لعبة مقبولة استطاعت أن تمتع أو تسلي أول لاعب
--- 
تباً لشبح التقنية, شبح التقنية سيطاردك في كل لعبة تريد أن تعملها, فعندما ترغب بإضافة خصائص متطورة في اللعبة, سيعترضك الشبح الأسوأ في مجال التصميم, فتارةً لا تتمكن من تصميم اللعبة لصعوبتها البرمجية, وتارةً أخرى لا تتمكن من عمل لعبة أونلاين بسبب مشاكل السيرفرات, وأحياناً تتمكن من عمل كل ذلك لكن أداء اللعبة سيكون بطيئاً ويحتاج لأجهزة جبارة لتشغيلها, ربما هذه ضريبة العمل بشكل مستقل

كذلك؛ فإن تكاليف صناعة الألعاب مرتفعة للغاية, فهي تقارن بإنتاج الأفلام السينمائية وقد تتفوق عليها, وربما يمكن مقارنتها بإطلاق صواريخ إلى الفضاء !<.< متحمس. بجميع الأحوال؛ فإن عمل الألعاب أمرٌ منهك للغاية , ومعظم المصممين المستقلين قد مروا بفترة من الإعياء جعلتهم يفكرون بترك الألعاب إلى الأبد, فهم يعملون كثيراً بدون أي عائد, فلا عائد مادي, ولا حتى معنوي

صعوبات صناعة الألعاب
 الصعوبات التقنية

المشكلة الأكبر التي تواجه مصمم الألعاب, هي الكمية الكبيرة من المصادر المستخدمة حتى في أبسط الألعاب, فأبسط الألعاب قد تحتاج إلى قصة,أنيميشن, رسوم, برمجة, أصوات, موسيقى, تسويق ونشر, إلخ .فالمبرمج مثلاً لا يتمكن _عادة_ من تحريك الشخصيات أو اختيار الأصوات المناسبة, والرسام قد لا يتمكن من البرمجة أو حتى من تصميم واجهات جميلة, فهو ماهر فقط في عمل الشخصيات. وهكذا

فحبك للبرمجة أو للرسم لا يؤهلك _وحده_ للنجاح في هذا العالم المعقد, وتكوين فريق يتمكن بالقيام بكل هذه المهام, قد يكون أصعب من تعلمك لها, والأسوأ من ذلك كله, هو أن الفكرة, وتصميم اللعبة (وهو الممتع بالنسبة لمصمم الألعاب) قد لا يشكل 5% من الوقت اللازم لتطبيق هذه الفكرة, وهناك قاعدة تقول : دائماً, إنتاج لعبة يتطلب من الوقت أضعاف الذي كنت تتوقعه, حتى لو أخذت هذه القاعدة بعين الاعتبار

 الصعوبات المعنوية

 كل مصمم ألعاب مستقل مر أو سيمر بحالات متعبة جداً, فعلى سبيل المثال _لا الحصر_ المتابعون سيهاجمونك على كل صغيرة وكبيرة, سيسخرون من لعبتك, بل حتى الذين أعجبوا بلعبتك, قد لا يفهموا ما أردتهم أن يفهموه من لعبتك. كذلك فلن يفهم أحد طبيعة عملك, وسيقول لك القاصي والداني : "مصمم ألعاب؟, لابد أنك تقضي وقتاً ممتعاً, وتلعب الساعات, كم أنت محظوظ !" ولن يفهموا الضغوطات وساعات العمل والمشاكل التي تواجهها مع الفريق . كما أنك ستعمل لساعات وساعات وساعات وساعات وساعات وساعات وساعات ... ثم لا تلبث إلا أن تلاحظ أن هناك خلل كبير في سير العمل, لا يمكن تصحيحه إلا بإعادة بناء المشروع؛ فتكره المشروع وتفقد الرغبة بالتفكير في مشروع آخر, وينتهي بك الأمر إلى شرب 5 ألتار من "الكولا" يومياً, فالإحباط يعني الرغبة بشرب شيء بارد !. وقد تنتهي من اللعبة, ولكنها لا تربح وتحصل على تقييمات ضعيفة وتخيب أملك بعد فترة طويلة من العمل عليها. وقد يترك أحد أعضاء الفريق اللعبة (نتيجة لمثل هذه الضغوط) وعندما تأتي بعضو بديل, فلا يفهم عمل العضو السابق , وتقل جودة اللعبة بسبب ذلك ... إلخ

لا يوجد طريق واضح للنجاح

باختصار, الألعاب هو استثمار مخيف, بعض الألعاب الفلاشية تكون جميلة ويشتريها موقع "كونجرجيت" من صاحبها مقابل 2000 دولار, ويتفاجأ الموقع, والمصمم كذلك أن اللعبة حصلت على 200,000 مرة لعب فقط, وألعاب أخرى تحصل على ملايين مرات اللعب بالرغم من بساطة الرسوم والصوتيات, وحتى في الفكرة الفنية نفسها, فقد وجدت أن لعبة برايد أكثر إبداعاً وفيه الكثير من الأمور الجديدة بالنسبة للعبة سوبر ميت بوي, ولكن سوبر ميت بوي حققت مبيعات أكثر بكثير
 كما هو الحال في لعبة ماين كرافت التي تفوقت على كافة ألعاب الإندي وفاجأت الجميع, العوامل هذه يمكن دراستها من قبل الشركات, لكن كمصمم مستقل فأنت تعتمد على الإبداع, والإبداع وحده قد لا يسبب لك النجاح

 هل مازلت هنا ؟

إن كنت مستمراً بالقراءة, وتشعر بالصعوبة الفعلية لصناعة تصميم الألعاب, فأنت على حق, الصعوبة في عالم الإندي كبيرة جداً, ولكن إن كنت بالرغم من كل ذلك مصرّ على صناعة الألعاب,لأنك ببساطة تحب ذلك؛ فصناعة الألعاب تحتاج إليك ! إن كنت تحب صناعة الألعاب, وتظن أن عندك من الأفكار المستقبلية الكثير, فأنت أهل هذا المجال, وأنت إنسان جيد, لأن كل مصمم ألعاب كذلك ! تفاءل, ابتسم, وامض قدماً. ولكن كن مستعداً, وجهز نفسك للصعوبات. فقد ظن الكثير_وأنا أحدهم_ أنهم بمنأى عن هذه المصاعب, وأنه بالإبداع وحده سيتمكن من الوصول. جهز أدواتك, أعدّ أفكارك, وانتظر الحلقات القادمة

مقالات قد تهمك
7 reasons you don't won't to work in the video games industry

هناك تعليق واحد:

  1. مبدع وثق اني ساتابعك رغم كل شي ساتعلم كل صغيرة وكبيرة في عالم الالعاب باذن الله

    ردحذف